التعصب الديني

..قبل يومين كنت جالساً في أحد " الدواوين " و جاء أحدهم بخبر أن أحد المسؤولين الغرب أساء للدين الإسلامي بعباراته
..فثارت حفيظة الموجودين و بدؤوا يسبون و يلعنون

حقيقةً لا استغرب من تعصب بعض الناس الشديد للدين و بطريقة غريبة و غير مبررة .. فلا يقبل أن يسمع من أي أحد كلمة تسيء للدين أو لرجل الدين مع انه هو بنفسه لا يلتزم بتعاليم دينه فهو يرتكب المعاصي و يخالف ما أمره به الرسول صلى الله عليه و آله
!!
فهل يحق لمن أساء لنفسه و لنبيه و لدينه بتصرفاته و أعماله السيئة أن يدافع دفاعاً مستميتاً عن ذلك الدين ؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم < أتامرون الناس بالبر و تنسون أنفسكم > أعتقد أنه النفاق بعينه

فهؤلاء خطرهم على الدين أكبر من خطر الغرب فهم كخلايا سرطانية منتشرة في جسد الأمة و هذه الخلايا ما هي إلا نتاج لفهم رجال الدين

فعندما يأتي شخص ناقص ( و كلنا ناقصون ) و يضع نفسه مكان النبي المعصوم الذي لا يخطئ.. و يأخذ كل صلاحيات المعصوم و يضع نفسه محور المعرفة في حين أنه ليس كذلك .. و يبدأ يحلل و يحرم و يبيح و يمنع و يكفر حسب أهوائه و فهمه الناقص للدين .. هنا سيبدأ الناس بتقديس هذا الرجل و يعتقدون بأنه الذي سيخرجهم من الظلمات إلى النور .. مع انه انسان حاله كحال أي شخص منا يخطئ و يصيب

و الآن .. و بعدما أضيفت القداسة لرجل الدين .. يبدأ يعبد الناس بفهمه للدين .. فينتج عن ذلك أشخاص حتى و إن كانوا لا يمتثلون لتعاليم دينهم لكنهم يدافعون بكل ما لديهم عن الدين الذي فهمهم إياه رجل الدين

فهم بذلك يعبدون ذلك الدين و لا يعبدون رب الدين

: و أخيرا

المجتمع الإسلامي و للأسف الشديد هو كعصفورٍ ولد في قفص .. تربى و عاش في هذا القفص .. و أبواه و أجداده عاشوا في هذا القفص منذ ألف و أربعمائة عام.. فهو تربى على أن يكون عبداً للسلطان و للعادات و التقاليد البالية.. فقد سلبت منه الحرية إذ لديه جناحان لكنه لا يستطيع الإستفادة منهما و الخروج من القفص و ذلك بتحريم من رجل الدين